لم أعتقد أني سأحبه يوماً

كثيرا ً ما يتخذ من عتبات نوافذنا مكانً لراحته , فيهبط بسلام ويعاود الرحيل مرة أخرى ايضاً بسلام , أحياناً ينحني إلى أرضه إذا وجد فيها مايَسدُ رمقه , وإذا لم يجد لايسكنه اليأس بل يهم بإعادة المحاولة مرة ً أخرى عله يجد ما يبحث عنه , وكلُ ذلكَ دون أي ضجيج ٍ أوصخبٍ  يُذكر, حقاً لم أكن أ ُدرك تلك العذوبة والجمالية التي منحها الله لمخلوق صغير كالحمام ,ربما ذلك هو ما دفعني لأن أنقل لكم أحد المقاطع من رواية “عزازيل” التي نالت إعجابي حول صفات الحمام: (أترككم من النص)

لماذا لا يتعلم الناس  من الحمام العيش في سلام؟ فالحمامُ طير طاهر وبسيط  وقد قال يسوع المسيح : كونوا بسطاء ًكالحمام.

والحمامُ مسالم لأنه لا مخالبَ لهُ فلينبُذ الناس ما بإيديهم من الأسلحة وعتاد الحرب.

والحمامُ لا يأكل فوق طاقته ولا يختزن الطعام… فليكف الناس عن اكتناز القوت وتخزين الثروات.

والحمامُ يعيش حياة المحبة الكاملة لا تفرق ذكوره بين أنثى جميلة وأخرى قبيحة مثلما يفعل الناس.

وإذا بلغ الفرد منه مبلغ الطيران لم يعد يعرف أباً له ولا أُماً وإنما يدخل مع البقية في شركة كاملة لا تعرف أنانية ولا فردية.

فلماذا لا يعيش الناس على ذاك الحال ويتناسلون في جماعات مسالمة مثلما كان حال الإنسان أول الأمر؟

الكل يعيش في الكل, يحيا الإنسان في هناءة ثم يموت بغير صخب مثلما تموت بقية الكائنات, ويختار الرجالُ من النساء والنساءُ من الرجال ما يناسب الواحد منهم للعيش حيناً في محبة مع الأخر ثم يتركه إذا شاء, ويأنس لغيره إذا أراد, ويكون النساء كالحمامات لا يطلبن من الرجال غير الغزل ولحيظات الإلتقاء.

أتمنى حقاً أن أكون كالحمام

النص مقتبس من رواية “عزازيل ” لـ يوسف زيدان