نريد وطناً أبيض ..

لم يكن الخطأ في عيني أو مرضً في تمييز الألوان, بات ما أعتقد أني أشاهده حقيقةً لايمكن لأحد نكرانها.

أصبحت بلدي لوحة حمراء تنزف من حوافها الدماء, صباحي الدمشقي لونه أحمر, وقهوتي التي أصبحت مُرة غاب فيها السواد وأضحت كلون دم الغزال, جريدتي الصباحية حمراء, ولون العطر أحمر ورائحته كالدم, أغنيتي الفيروزية ( تلج تلج عم تشتي الدنيا تلج, أصبحت دم دم عم يسيل ببلدي الدم)

أسير في شوارع المدينة العتيقة التي لم أرى فيها بقية ألوان الطيف شأنها شأن بقية أخواتها, وإنما أشعر بأن  شوارعها وساحاتها ومياهها ووردها وأزهارها ونهرها الوحيد باتوا وكأنهم قد اكتسوا بثوب أحمر تضامنا ً مع نزيف الأم الكبرى سوريا.

أذهب إلى لوحة الرسم الصغيرة, ابدأ برسم الصورة التي عرفتها وعشقتها لبلدي, تلك الصورة الخالية من الدماء, الجميلة بتعايش أهلها, أتنقل بأصابعي بين الألوان, أمسك اللون الأول فأراه أحمر, واللون الثاني والثالث والرابع… وهكذا أصبحت جميع الألوان حمراء, أقرر معاودة الرسم من جديد, أمسك بالممحاة, أهمش الورقة من شدة الضغط عليها, فأرى الأحمر لا يختفي بل يزداد, أحطم  اللوحة, أُغلق النوافذ, أعود إلى  السرير لعلي أحلم ببلدي الأبيض الذي لطالما عشقت الحياة فيه.

هل يا ترى سأحظى بحلمي ؟

 

كفاية تخوين..كفاية تكفير!

ما زالت بعض العقول العربية محكومة بجملة من التصورات والعبارات والكلمات التي يبني المواطن على أساسها تحليلاته وتفسيراته للأمور, ولا يسعى البعض ممن اسميهم ” المتقوقعين ” إلى مجرد محاولة الخروج من طرق التفكير القاصرة أو محاولة التفكير بطريقة أخرى تغير من منظورنا للأمور, ويبدو جلياً أن المواطن العربي مايزال يعاني من سطوة سيف الاتهامات التي تصب في حقل السياسية أو الدين فيما لو أراد مخالفة الأخر سواء بالموقف أو بالتفكير

ولعل ما يشهده الوطن العربي منذ بداية العام الجاري وحتى لحظة كتابة هذه السطور  دليل واضح على ذلك, ففي غمرة الاحتجاجات والانتفاضات العربية باتت تطفو وبكثرة على الصعيد السياسي عبارات التخوين والعمالة للخارج, والارتباط بأجندات أجنبية يقف ورائها الشيطان والعدو المتربص, إلى جانب إطلاق صفة ” المغرر بهم ” على الطرف الأخر الذي لم يعتد الطرف الأول ” الحكومات ” على رؤيته محتجاً أو مخالفاً للرأي, وبدلا من أن تتم معالجة الأزمة فهي تتفاقم بسبب الإصرار على التخوين والتجريد من شرعية الطرف الأخر عبر العديد من أدوات التجيش وأبرزها الأن وسائل الإعلام, حيث تمتلئ القنوات بطوفان ممن يُسمون أنفسهم ” بالمحللين السياسين ” المحسوبين على جهة ضد أخرى , والذي يحاول كل منهم أن يسبق الأخر باختراع جمل التخوين للأطراف الأخرى, في ظل غياب تام لإحترام الرأي الأخر وحريته والاعتراف بشرعية مطالبه وحقه في التعبير عن رأيه كما يتمتع الأخرين بحق التعبير والظهور الإعلامي والحديث وكأنهم هم وحدهم أصحاب الحق في الكلام وهم وحدهم أبناء الوطن والشرفاء بينما ينكرون وطنية من يقف على الجهة المقابلة.

وماحدث في مصر كان واضح للعيان, فقد تم اتهام شباب ميدان التحرير بأنهم مدفوعين من الخارج, يعتصمون من أجل ” وجبة كنتاكي” وعلبة “بيبسي” وغيرها من الاتهامات التي كانت تسعى إلى تجريد المعتصمين من شرعية مطالبهم وحقهم في التعبير عن الرأي, ولكن ما حصل في النهاية أن ذهبت الاتهامات وانتصر الشعب واعترف الجميع بشرعية مطالب الشعب المصري وحقه في العيش المتساوي في جميع مناحي الحياة.

أما على صعيد الدين هناك بعض ” رجال الدين ” ممن يريدون العودة إلى زمن صكوك الغفران, فيصفون هذا بالمؤمن وهذا بالكافر, هذا إلى الجنة وهذا إلى النار, فيما يتغاضون عن كثير من التجاوزات التي تقر جميع الأديان السماوية حرمانها وعدم القبول بها, لتتحول مهمتهم الأساسية على الأرض من مصلحين ودعاة حق وخير, إلى منابر لتوزيع الوطنيات أحياناً والتكفير أحياناً أخرى.

وما بين التخوين والتكفير, يصبح الأمر عسيراً وتتزايد خطوط الأزمات تعقيداً, فكيف لمن يُتهم بالخيانة أن يستمع إلى من وضعه في خانة الخيانة والعمالة, وكيف لمن الصقت به صفات الكافر العاصي لأمر الله أن يأخذ بكلام رجال الدين ممن يوزعون كروت دخول الجنة أو النار وكأن العالم يخلو من رب عادل هو أعلم بالنفوس وأدرى بالنوايا لا يخفى عليه شيء وهو رب الجميع.

أرجوكم..

المواطن العربي ملّ لغة التخوين والتكفير.

المواطن العربي سئم تهميش وتشويه مطالبه.

المواطن العربي أصبح يصرخ بأعلى صوته رافضاً للمزاودات.

جميعنا أبناء الوطن, لا لتخوين الأخر, لا لتكفيره.

نعم لاحترام الأخر, نعم لأن يكون الوطن ملك الجميع.

نعم للنهوض من أجل مستقبل عربي مشرق.

اضف تعليقك

القلم وسطوة الممحاة!

منذ فترة طويلة وأنا اسأل نفسي ماذا أكتب, ولمن سأكتب وماذا بعد أن أكتب, وأكون كاذباً على نفسي قبل أن أكذب عليكم إذا عرفت جواب هذه الأسئلة, وحقيقة لم أعتد أن اسأل نفسي مثل هذه الأسئلة فدائماً ما أكتب ويسير القلم بطلاقة وتتدفق الكلمات بغزارة دون أدنى تلكؤ أو تردد, ولكن الواقع في بعض الأحيان لا يجد كلمات بليغة تعبر عنه, وتصبح أبلغ الكلمات واكثرها إفعاماً بالمعاني عصية على وصف واقع مليء بالحزن والدموع, وعلى مدار الثلاثة أشهر الماضية, أصبح قلمي أشبه بعجوزٍ كهل أكل الشيب رأسه ولا يقوى حتى على الشكوى من الألم, أما أوراق الدفتر ففي كل مرة ابدأ بالكتابة أجدها تمتلئ فجأةً بكلمات الغضب والسخط والحزن والخوف والأمل وأحياناً اليأس, ولكن سرعان ما تمسك يدي اليسرى الممحاة وتمحي ما خطته يدي اليمنى وأنا في صمت مطبق لا استطيع أن أحرك ساكنا وأنا أشاهد الممحاة تفتخر بأنها تمحي ما كتبت فأبدو وكأني والدً لطفل مريض لا أستطيع أن أفعل له شيء, وبعدها أرمي الممحاة بعيداً واعترف بأنها لحد الأن تنتصر علييّ, فما أصعب أن تكتب وما أسهل أن تمحي, على الرغم من مقدرة القلم على الكتابة حتى على الممحاة نفسها أو أحد جوانبها, ولكن ذلك لا يهم الممحاة لأنها لا تأبه بما هو مكتوب عليها, ولكن يهمها أن تفعل فعلتها على الورق, فهي خُلقت لأن تمحي ولكن الممحاة كالإنسان لها عمر محدد وتنتهي وتذهب أما القلم فهو باقٍ حتى الزوال.

اضف تعليقك 

 

 

 

اشحن نفسك بوقود الحياة

اختر طريقك

يحتاج الفرد منا بين الحين والأخر لأن يُنعش أحلامه وينفض عن نفسه غبار اليأس والخمول, فكثيراً ما نتوهم بوجود الحواجر المعيقة فنفضل التراجع بدلاً على الأقل من المحاولة, ولذلك فنحن بحاجة إلى إعادة شحن هممنا وإيقاظ نشاطنا لكي نجد لأنفسنا مكاناً في هذا العالم الذي بات لا مكان فيه سوى للناجحين.

أحببت أن أشاركم هذه المقولات لأُناس واجهوا ما قد واجهه الكثيرين منا ولكنهم في النهاية تغلبوا على مصاعبهم فوصلوا إلى أحلامهم

اتمنى لكم الفائدة :

1- ليس هناك حدود للعقل يقف عندها, سوى تلك التي اقتنعنا بوجودها

نابليون هيل

2- الجيوب الفارغة لم تمنع أحداً من بلوغ النجاح, بل العقول الفارغة  والقلوب الخاوية هي من تفعل ذلك

3- العوائق هي تلك الأشياء المرعبة التي تراها حين تصرف نظرك عن هدفك

هنري فورد

4- يملك بعضنا مدرجاً جاهزاً ليجري عليه ثم يقلع طائراً, إذا لم تملك مدرجاً مثله, فعليك أن تعرف أنها مسؤوليتك أن تمسك معولاً بيدك وتبدأ بتعبيد مدرج لك, لكي تقلع أنت ومن سيتبعونك من بعدك

5- ما يتخيله ويصدقه عقل المرء منا, فإنه قادر على تحقيقه

نابليون هيل

6- الفرق بين الناجح وبين غيره ليس نقص القوة أو المعرفة, بل بالأحرى هو نقص في جانب الإرادة.

فينس لومباردي, مدرب كرة قدم أمريكي

7- الأبطال لا يُصنعون في صالات التدريب, الأبطال يُصنعون من أشياء عميقة داخلهم هي : الإرادة والحلم والرؤية.

محمد علي كلاي

8- ابتعد عن صغار الناس الذين يقللون من شأن طموحاتك, لأن عظماء الناس هم من سيجعلونك تشعر أنك قادر على تحقيق ما هو أكثر من طموحاتك هذه.

مارك توين, كاتب أمريكي ساخر

9- لكي تكون ناجحاً, عليك أن تقرر بدقة ما الذي تريد أن تحققه, ثم تدفع الثمن اللازم للحصول على ما تريده.

10- لا يمكنك هزيمة شخص لا ييأس أبداً

11- ليس الأمر أني عبقري, كل ما هنالك أني أجاهد مع المشاكل لفترة أطول.

ألبرت أينشتاين

12- كل ناجح في الحياة قابلته, قال لي ذات الجملة: لقد تغيرت حياتي إلى الأفضل حين بدأت أثق في قدراتي وفي نفسي .

13- إن من يرهبون الفشل لن يجربوا يوما ما متعة النجاح

14- لكي تضمن نجاحك, تصرف وكأن الفشل من المستحيلات

15- صحيح أنه لا يمكنك التحكم فيما يحدث لك, لكنك تستطيع التحكم في طريقة تفاعلك مع ما حث بالفعل, وبهذا ستتحكم في التغير, لا أن تدعه هو يتحكم فيك

براين تريسي

16- إذا كانت لديك الرغبة الصادقة في النجاح, فأنت أدركت نصفه, أما إذا لم تتوفر هذه الرغبة, فأنت أدركت نصف الفشل

استمر في القراءة

قبل السؤال .. اعرف الحال

ضيق , حيرة , وضجر

أبوابٌ مغلقة , وبالمقابل أحلام كبيرة ولكنها تبدو شبه مستحيلة , حيث أنك لا تستطيع أن ترسم صورة ً لمستقبلك , لأنك تجد نفسك أمام مفترق طرق ولا تعرف أين سيوصلك أيً منها  , كما أنك كثيرا ً ما تضحي بزهرة شبابك , وتسعى جاهداً لتعيش لحظة شباب هنا أو هناك ولو بالسرقة , لأن هموم الحياة تضنيك باكراً , وتجعل منك آلة تعمل يومياً ساعيا ً من هنا لهناك , لكي تستمر في الوجود , , إضافة إلى هذه وتلك من الحالات النفسية الأخرى التي يعاني منها أغلب الشباب العربي الآن

ولا أدري لماذا عندما أقول أن السفر  والعمل خارجا ً ربما بات الحل الأخير والوحيد , يتحفني بعض من حولي بوابل من الانتقادات , منها ماذا تريد من السفر , إبقى  في بلدك وعشّ على رغيف خبز وقطعة زيتون أفضل لك من بلاد الغربة , أو تجد مني يقول لك , السفر يجعل قلبك قاس ٍ وربما لن تفكر بالعودة مجددا ً إلى بلدك الأم , أو لماذا تريد أن تحرم بلدك من عطاءك , وغيرها من الأجوبة الأخرى , التي تثير بداخلي التعجب لأنهم يظنون أنني لا أعرف هذا الكلام , وأقسم مئة مرة أني أعرف جيداً هذا الكلام وأوافقه تماماً , وأن وطن الفرد لا قبله ولا بعده , ولكن من حقي أيضاً أن أعيش , وأن لا أقضي سنين عمري  كلها أعمل كشاب حتى في زمن شيخوختي , وما الفائدة إذا كان الشباب العربي يشعر بالغربة حتى في بلده  الذي ولد فيه وعاش على نسماته , أراك تتساءل كيف ذلك , وإليك الإجابة بشكل مختصر :

تعليمك :

منذ أن تطأ قدمك عتبة الصف الأول في المدرسة , إلى أن تصل إلى الجامعة , تبقى الوساطة تعترض طريقك وتلازمك في سنين حياتك وكأنها خيالك , فيحظى غيرك ممن لا يستحق على ما هو حق لك , ولكن مع مرور الوقت أ ُبشرك أنك ستتعود ” لأنو تعود الخد على اللطم ” , فأبسط مثال , في مدرستك قد تضربك المدرسة وأنت المظلوم , وتدع صديقك الذي اعتدى عليك لأن والده أو قريبه ” بيخوف واللعب معو مصيبة ” , أو من أجل هدية صغيرة تُعطى للآنسة أو الاستاذ  في نهاية كل شهر….

وفي الجامعة  لا يختلف الأمر كثيرا , فكثيراً ما تُمنح الفرص والمنح , وتُعطى الأماكن لمن يملك الوساطة الأكبر , دون أن يكون لتعبك وجهدك وتفوقك َ أي اعتبار , وبالنهاية ” تخرج من المولد بلا حمص ” وهلم جر

أما في عملك :

للأسف تجد أن الكثيرين غير المناسبين, موجودين في المكان الغير المناسب , وقليل من الأشخاص المناسبين الذي يعملون في المكان المناسب , فبعض الأحيان يأخذ ُ مكانك من هو أقل كفاءة , وإذا تمكنت ” أقول إذا تمكنت ” أن تحظى بنصيب من العمل , فتجد نفسك في مكان هو أدنى مما تستحق , أما إذا كنت تعمل في وظيفة حكومية تجد فيها رضا النفس , وأنك تستحق هذا العمل لأنك تعبت واجتهدت وأفنيت الكثير من سينين عمرك بالعلم , فعليك أن لا تستغرب إذا ما فُتح عليك الباب وفي يد أحدهم قراراً بنقلك إلى عمل أدنى مما تستحق , وعندها لا يسَعُكَ مقدرة إلا أن تتنحى جانباً بسلام , ليحل مكانك الموظف الجديد ” أبو ريشة على الرأس ” , فلا تحزن صديقي ,فقط اكتسب المزيد من المعرفة واسأله من ما هي واسطته

وأخيراً  “زواجك ” :

أما الزواج عند الشاب العربي , يحتاج إلى مسلسل للحديث عنه , فقبل أن يفكر الشاب في أي فتاة ستكون من نصيبه , لا بد له أن يقوم بعملية جرد , حول كم سيدفع  ثمن فواتير الكهرباء , والماء ,  والضرائب, والتليفون ” مين قال انو الكلام ببلاش ” , هذا كله ولم نتحدث بعد عن الحلم المنتظر لأغلب  شبابنا وهو امتلاك منزل صغير , دون أن يجد الشاب نفسه في نهاية كل شهر مضطراً لأن يعارك الزمن وأن يتفانى لكي يدفع أجرة منزله , والسؤال

أليس من حق الشباب العربي أن ينعم بحياته ؟

أليس من حقه أن يعيش أجمل لحظات عمره و زهرات شبابه تتفتح ؟

أهو فرض على شبابنا أن لا يحظون بالزواج  إلا بشق الأنفس ؟

أعلم أن ما يعانيه الشباب العربي الآن لا يتوقف فقط على ما تحدثت عنه  إلا أني لن  أطيل أكثر من ذلك , ولكن بالله عليكم , بعد هذه النماذج البسيطة  , أليس بإمكان الشباب العربي أن يشعر بالغربة حتى في وطنه , فما الفرق بين غربة الوطن وغربة الخارج , طالما أن الأماكن تختلف والغربة واحدة , فلا عين تنظر لنا بالشفقة , ولا أحد يستوعب مطالبنا , فأنا شخصياً لا مانع لدي من تجربة غربة الخارج  لعلي استطيع أن أحقق شيئاً من أحلامي

وبالنهاية بيسألوك : ليش بدك تسافر ؟

بيننا وحوشٌ برؤوس بَشَرية ؟

قرأت لأحد الأصدقاء على موقع الفيس بوك عبارة ً كان فحواها على ما أذكر ” أن هناك وحوش برؤوس بَشَر ” ولا ادري إذا كان من كتبها يقصد بها  كما فهمتها أنا , على أية حال كان تعليقي على هذه العبارة بأنها ” قوية بمعناها ” , والآن لو عدت وقرأتها من جديد سيكون ردي بأنها ” واقعية ” وإن لم تكن تنطبق على الجميع .

” وحوش برأس بَشَر” من هنا البداية  لأنها تبقى فيصل الكلام,  فليس من الغريب على أشخاص يصطنعون الابتسامة في وجهك وسرعان َ ما يطعنوك من خلفك أن يكونوا ” وحوشً برؤوس بشرية ” ,  وليس ببعيد على من يدعي حبك وصداقتك والإخلاص وحفظ الود لك لكنه داخلياً يخفي كراهيته أن يكون ” وحشً برأس بشري “, وليس بتعدٍ على أي شخص ٍ يقول لك ذلك النوع من كلام الليل الذي يمحوه النهار أن تنعته ” بوحش لكنه برأس بشري “

إلى ذلك الذي يهوى  زرع الفتن بين الناس وينمي بينهم الأحقاد ليبقى وحده محط اهتمام الجميع

وإلى ذلك الذي يستفز مشاعر من حوله ليلفت نظره إليهم , لسبب مرضي في نفسه أو لغاية خبيثة لا يعلمها إلا هو , أقول له ” أنت وحش برأس بَشَري”

إلى من يتكرم بدموعه السخية المصطنعة أمام الآخرين ليشبع شغفه بالخداع والاحتيال , وليجر عطفهم عليه , وليكسب قرب الجميع منه , ليس حباً فيهم وإنما نزولاً عند طبعه ” الوصولي “

وإليك يا من تتجمل بطباع لا تملكها لتخفي ورائها وحشيتك  وغدرك , وفي النهار تتصنع المحاسن وفي الليل ترميها على قارعة الطريق , يا من تقول صباحاً انك أخي ومساءً أنت أصبحت  بخبرِ كان , أقول لك ” أنت وحش برأس بَشَري”

لن أطيل الحديث عن ذلك النمط من الناس لأنهم يعرفون أنفسهم أكثر مما اعرفهم , ولأنهم لا يستحقون مني أكثر من هذه الكلمات , ولكني أقول لهم أنكم مهما تصنعتم ومهما خدعتم سيأتي وقت ويعرفكم الجميع .

وبالتأكيد ليس كل من حولنا بهذه السوداوية , لأنني مازلت أُعقد الأمل على أولئك البَشَر أصحاب القلوب البشرية والعقول البشرية , الذين  لا تتخذون من لغة المصالح منهجاً في تعاملهم من الآخرين , ولا غايتهم تبرر وسيلتهم , سبيلاً للوصول , وإنما أولئك الذين يعاملون الناس كما يحبون الناس أن تعاملهم , أصحاب القلوب البيضاء النقية , والنفوس السوية ,  إلى الذين لا يجعلون من مشاعرهم أرضا يُداس عليها وإنما سماءً يسعى الجميع للوصول إليها .

” قد تلسع الذبابة الحصان الأصيل , ولكن في النهاية تبقى الذبابة ذبابة والأصيلُ أصيل “

الحب أم الضنى ؟!

كثيراً ما يكون من السهل عليك أن تختار وتتخذ قراراتك دون أدنى تفكير أو حساباتٍ زائدة ,فتمضي في قرارك وتقول نعم عندما تجد أن الموقف يتطلب هذه الكلمة , وتقول لا عندما تجد ذلك مناسباً لك ,وهذا كله دون أن يجتاحك أي شعور ٍ بالخوف من العواقب لأنك تعلم في النهاية أن النتائج ستنعكس عليك َ وحدك طالما انك الوحيد في الساحة وأنها ليست بتلك القرارات المصيرية التي قد تكون سبباً في تغير حياتك يوماً ما.

ولكن … أحياناً تجدُ نفسك أمام مفترق طرق قد تجهل مصيرها تماماً إلا انه لا بد في النهاية أن تتخذ قرارك بأي طريق ستذهب , ويعتريك شعور بأن كلا الطريقين مهمين لك وإن اختيار أحلاهما أمَر من العلقم, ولكن الأمر الواقع يضعك تحت سقفه ويزداد الأمر صعوبة عندما لا يكون هذا القرار قرارك وحدك وإنما هناك شخص آخر سيكون لقرارك الكثير من التأثيرات عليه , ويصبح قرارك عندها معرض ً لحديث الآخرين فيتقاذفونه بين مؤيد ومعارض ,ومنهم من يعتبرك مجحفا ً بحق الآخر ومنهم من يرى انه من حقك العيش كما ترى ذلك مناسباً

ربما المكوث والنظر في حالة شخصين وجدوا أنفسهم أمام اختيارين إما الحب والتحمل وربما الحرمان , أو الضنى والانفصال والعيش مع الذكريات الحزينة, كالذي جرى في حوار ابتدعته من مخيلتي بين شخصين عاشوا مرارة الموقف علها تصل الفكرة بأوضح ما يمكن :

هو : حبيبتي أنتي بتعرفي الوضع يلي وصلناه , وما في داعي نعيد كلام صرنا عم نحكي فيه شهور

هي: أي بعرف بس ما عم أقدر أخد قرار , الموضوع مو بهالسهولة هي

هو : أنا بعرف قديش الموقف صعب , وقديش قرارك صعب بالحالتين , بس شو العمل هيك مفروض علينا و الوقت عم يمر وصار لازم نقرر..يا إما منكمل مشوارنا..ومنكون ايد وحده انا وياك..ومنواجه كل الصعوبات يلي ممكن تقابلنا..بس وقتها يا ترى رح تقدري تستحملي عجزي..وحالة العقم يلي انا فيها ,وتحرمي حالك من ولد يملي عليكي حياتك..ويزين الحب يلي عشناه سوا؟؟

هي : بتتنفس تنفس الصعداء و علائم الحيرة والضياع مسيطرة على وجهها

هو: او يمكن لازم نختار الطريق..يلي لا أنا ولا أنتِ كنا متوقعين بيوم من الأيام انو نوقف قدامو..

يمكن لازم انا يلي اختار اني اتركك لرجل أحسن مني..لرجل ممكن يوفرلك الشي الوحيد يلي أنا مارح أقدر وفرلك ياه..يوفرلك حياة طبيعية..وولد متل أي أم بتحلم فيه..تربيه ,يناديلك ماما وصوتو يملى البيت كلو…تنيميه على حضنك لما يبكي..تضميه على صدرك ليحس بالأمان

انا كل هدول ما رح أقدر امنلك ياهن…وما رح كون من الظلم لدرجه اني قرر أحرمك منهم

هاد قرارك..وانت يلي لازم تاخديه بإيدك

هي : بس أنت هيك عم تحطني وتحط حالك بين خيارين أحلاهم مر …أنت كيف بدك ياني أتخلى عنك..وأقدر عيش من دونك؟؟ انت مارح تقدر تنساني…ولا أنا رح أقدر أنساك

كيف بدك مني أوقف ضدك…ما بيكفي القدر يلي وقف ضدنا؟

صحيح انا لهلأ ما بعرف اذا عندي القدرة انو عيش من دون ولد أحملو جواتي 9 شهور..ليكمل علينا فرحتنا وسعادتنا وحبنا ؟؟

بس ..بس..

خلص..خلينا نكمل طريقنا…خلينا نكمل بالطريق يلي حلمنا فيه كل يوم..وبنينا آمالنا ومستقبلنا عليه

بتتذكر قديش تعبنا لوصلنا لهون؟؟

نحنا واجهنا سوا مشاكل وصعوبات وما تخلينا عن بعض بيوم من الأيام..

ويوم عن يوم الحب يلي بيناتنا كان عم يكبر أكتر

أنا ماعم قلك هي مشكله سهلة..لا بالعكس..هي مشكله من أصعب المشاكل يلي ممكن تواجهنا

ومتل ما قلت انت..ما توقعنا بيوم من الايام انو تواجهنا

خلص خلينا نكمل يلي حلمنا فيه وبنيناه ..والعلم والطب هلأ وصلو لمرحله بيحلو اكبر المشاكل…وأكيد مشكلتنا ما بتعصى عليهم..

هو : بس انا قلتلك وعرفت انو نسبة النجاح ضئيلة ويمكن تطول سنين , يعني مافي شي مضمون

هي : وحلمنا يلي صرنا خمس سنين عم نحلم فيه ورح نحققوا بعد شهر ونتجوز هاد كلو وين بيروح؟؟؟؟

هو : يتنهد وتبدو  عليه ملامح الحيرة والتعب

انتِ بتتوقعي انو قرارك هاد يلي رح تاخديه رح يكون سهل عليي…يعني انا يلي رح أقدر اتركك وعيش من دونك.,بس انا بحبك لدرجه ما بقدر احرمك فيها من شي انا ما بقدر قدملك ياه…

بحبك لدرجه انو رح أتخلى فيها عنك اذا انت قررت هالشي..ورح اتمنالك تعيشي أحلى وأسعد حياة

مع الرجال يلي رح يختارو عقلك..

انا بدي أطلب منك تفكري منيح…وأنا جاهز لأي قرار انت رح تاخديه..طالما رح تلاقي فيه سعادتك

بترجاك..فكري بمستقبلك..فكري بحياتك…

لم أعتقد أني سأحبه يوماً

كثيرا ً ما يتخذ من عتبات نوافذنا مكانً لراحته , فيهبط بسلام ويعاود الرحيل مرة أخرى ايضاً بسلام , أحياناً ينحني إلى أرضه إذا وجد فيها مايَسدُ رمقه , وإذا لم يجد لايسكنه اليأس بل يهم بإعادة المحاولة مرة ً أخرى عله يجد ما يبحث عنه , وكلُ ذلكَ دون أي ضجيج ٍ أوصخبٍ  يُذكر, حقاً لم أكن أ ُدرك تلك العذوبة والجمالية التي منحها الله لمخلوق صغير كالحمام ,ربما ذلك هو ما دفعني لأن أنقل لكم أحد المقاطع من رواية “عزازيل” التي نالت إعجابي حول صفات الحمام: (أترككم من النص)

لماذا لا يتعلم الناس  من الحمام العيش في سلام؟ فالحمامُ طير طاهر وبسيط  وقد قال يسوع المسيح : كونوا بسطاء ًكالحمام.

والحمامُ مسالم لأنه لا مخالبَ لهُ فلينبُذ الناس ما بإيديهم من الأسلحة وعتاد الحرب.

والحمامُ لا يأكل فوق طاقته ولا يختزن الطعام… فليكف الناس عن اكتناز القوت وتخزين الثروات.

والحمامُ يعيش حياة المحبة الكاملة لا تفرق ذكوره بين أنثى جميلة وأخرى قبيحة مثلما يفعل الناس.

وإذا بلغ الفرد منه مبلغ الطيران لم يعد يعرف أباً له ولا أُماً وإنما يدخل مع البقية في شركة كاملة لا تعرف أنانية ولا فردية.

فلماذا لا يعيش الناس على ذاك الحال ويتناسلون في جماعات مسالمة مثلما كان حال الإنسان أول الأمر؟

الكل يعيش في الكل, يحيا الإنسان في هناءة ثم يموت بغير صخب مثلما تموت بقية الكائنات, ويختار الرجالُ من النساء والنساءُ من الرجال ما يناسب الواحد منهم للعيش حيناً في محبة مع الأخر ثم يتركه إذا شاء, ويأنس لغيره إذا أراد, ويكون النساء كالحمامات لا يطلبن من الرجال غير الغزل ولحيظات الإلتقاء.

أتمنى حقاً أن أكون كالحمام

النص مقتبس من رواية “عزازيل ” لـ يوسف زيدان

لنكون بقربهم

مازالت تلك العيون البريئة المنكسرة , وتلك الإبتسامات التي غالباً ما كانت مصطنعة حيث تخفي ورائها بحراً من الحزن , تسكن مخيلتي وتأبى الخروج منها , حقيقةً شعرت أن لديهم عالمً آخر , وآفكارً أخرى , وأحلاما متواضعة قد تكون فُقدت عند بعضهم …

لا يريدون الكثير سوى قلبٍ حنون , يدٍ عطوفة, وابتسامة جميلة تنسيهم آلامهم , وتشغلهم شيئاً ما عن متاعب حياتهم..

أحدهم يفتقد إلى كلمة ” أمي ” أو ” أبي ” لأن أحد الوالدين أو كليهما ليسا موجودان في الحياة , وآخر يفتقد الكلمات نفسها لأن أمه أو أباه قد استغنوا عنه ؟!

لم أنسى ذلك الطفل الذي انهال عناقاً وتقبيلاً ليّ , كانت عيناه البريئتين الصغيرتين, تحكي كثيرا من الألم والمعاناة ,حقيقة شعرت وكأني أخاه أو والده المنتظر , كنت سعيداً عندما طال عناقه لي ّ , وحزيناً لأني ادركت مدى فقدانه للحنان والحب …

بعد افتراقي عن آولئك الأطفال اليتامى الذين يعيشون في دار للأيتام , أعتقد أني وجدت لنفسي أحد مفاتيح السعادة , بالطبع لست سعيداً لحالهم الذي كانوا عليه وإنما لتلك الإبتسامة التي ارتسمت على وجوههم البائسة , ولتلك القلوب التي باتت ولو لفترة قصيرة من الوقت تخفق سعادة ً وأمل وفرح ..

كنت اتسائل مع نفسي , أنه لا يوجد إنسان لا يرغب بالسعادة , أن يعيشها لحظة بلحظة , ينام وهو سعيد ويصحو كذلك ,

ولا شلك ان لكل منا مآربه الذي يجد فيه سعادته , فهناك من يجد السعادة في ماله , وآخر يجدها في جماله أو علمه أو منصبٍ رفيع أو أو أو ….. , ولو بحث كل شخص عن السعادة فسوف يجد كل منهم سعادته التي تختلف عن الآخرين .

ولكن هل حاولنا أن نجد سعادتنا في الآخرين ؟ أن نستطيع رسم إبتسامة خفيفة مليئة بالحب والحنان على وجوه جعلتها قسوة الحياة تشيخ باكراً ,وكم ستمنحنا السعادة من كنزها عندما نُسعد قلوب يكتنفها الظلام ؟ عندما نمنحهم بصيص أمل يبنون منه جسراً للعبور فوق بحيرة اليأس التي ترافق أحلاهم , ان ندرك مشاعرهم , نقترب منهم , نسعى لسعادتهم لكي نسعد بأنفسنا

على الهامش ” أود ان اشكر أصدقائي الذين كان لهم الدور الكبير في إسعاد قلوب آولئك الاطفال , وأتمنى من الله أن يجزيهم خير ما ساهموا به “

أنا حر ….أنا حرة

أن أقول ما أريد يعني أنني حر , عندما  افعل ما أريد يعني أنني حرة , أن نتصرف على هذا النحو أو ذاك, فهذا بالطبع لأننا أحرار, فأنا حر , فأنا حرة……..وهكذا نمضي

لا شكَ أنه لا يوجد إنسان إلا ويحبُ الحرية  وأقصد هنا ” حرية الإنسان الشخصية “,ويتمنى الإنسان أن يبقى  متحرراً من جميع القيود التي تعكر عليه صفوة َ سعادته فمن حق الإنسان أن يطالب بحريته وان يدافع عنها, حيث أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان حراً فكيف  للقيود أن تحد من حريته , وكيف للبعض أن يسعى إلى سلبنا لهذه الحرية عندما نتعامل معها  بما ينفعنا وينفع غيرنا ….

فالحرية لا تتجلى في أبها صورها إلا عندما يُلبسها الإنسان ثوب الواقع “بحكمةٍ وصوابٍ وخير” , فهي التي تسمو بالإنسان إلى سِدرت الكرامة , ولكن  علينا أن لا ننسى السبيلَ إلى ذلك  وهو”الحكمة والصواب والخير المقصودين من الحرية”  , فحرية الإنسان ليست علما تلقينياً  ندرسهُ , أو مهنةٍ نتقنها , ولا هي بهدية يتصدق بها علينا أحدهم , فحريتي تعني ذاتي , تعني إرادتي , فحيث ما توجد الإرادة  توجد  الحرية  , فحريتي تكون  بقول  نعم عندما يتوجب عليً أن أقول نعم , وأن أقول لا عندما يتوجب ذلك, فما الفائدة من رفع شعارات الحرية  مع تجاهل ِ أو الوقوع في خطأ تجسيد قيمها السامية , هناك تعريف أعجبني عن الحرية يقول ” الحرية  أن تمتلك تلك الإرادة التي تجعلك بعيداً عن الخضوع لكل الضغوط الخارجية ولكل عادة سيئة  ولكل  نزوة  تضر بك و بغيرك من خلق الله ”

أوافقك الرأي إذا كنت تعتبر أن الكلمات الأولى التي بدأت بها الحديث عندما قلت “أن أقول ما أريد وأتصرف كما أريد يعني أنني حر ” أنها كانت خاطئة  , نعم أرى أنها خاطئة على الرغم أني أنا من كتبتها , ولم اكتبها لأنني أحب الخطأ أو أؤيده  ولكن لكي أسألكم  كما سألت  نفسي , فهل جميع أفعالنا وتصرفاتنا  صحيحةً , وهل يصح أن نبررها تحت سقف ” حريتنا الشخصية”

أرى من نظرتي الشخصية ,أن هناك معادلة إذا لم تتحقق لتحولنا من أحرار ٍ إلى عبيد “نعم عبيد ونحن نمارس حريتنا بحسب ما نفهمها ”

“حرية بلا إرادة  ولا أخلاق ولا احترام للنفس وللغير = عبودية

ربما نتساءل كيف للحرية ” التي نسيء في بعض الأوقات فهمها ” أن تجعلنا عبيد في بعض الأحيان ؟ سأقول لكم لعلكم تجدون في جوابي ما هو صحيح ..

عندما نصادف شخصاً متكبراً ,يتعامل مع غيره من الناس على أساس ِ المقامات , فينظر لغيره نظرة دونية , فيتعالى على هذا ويسخر من ذاك , وعندما تسأله لماذا تعامل الناس هكذا “يقول لك  أنا حر أتصرفُ كيفما أ ُريد ” فأي حرية يتحدث عنها وهو عبد لكبريائهِ , ولو كان حراً كما يقول ,لكسْرَ قيود كبريائه وتجرد من نزواته السلبية, ولتواضع مع غيره من  بني البشر فكلنا مخلوقين من تراب ونهايتنا إليه   , فلماذا التكبر ؟

هناك أيضا بعض الأشخاص الذين يَبيعون ضمائرهم , بل يدفِننونها  تحت سابع أرض , فيبطلون الحق , وينصرون الباطل , لقاء مال ٍ أو كلمة شكر ٍ باطلة , بعدها يقول لك  “أنا حر ” فأي حرية وهو عبدٌ لماله أو عبدٌ لسيطرة الآخرين عليه من الذين لا يستطيع أن يقول لهم كلمة ” لا ” عندما يجب أن تقال ؟

والدٌ ينصب نفسه كشرطي فكر على عقول أولاده , فلا يسمح لهم بالقول لا , ولا يمنحهم أدنى فرصة للتعبير عن آرائهم , فيسحق شخصيتهم , فلا يرى صحيح سوا ما يقوله هو فقط , وإذا حاولت نصحه  لقال لك ” أنا حرٌ في تربية أولادي ” ربما لو فهم المعنى الحقيقي للحرية الشخصية , لما كان عبدا ً لتسلطه الأبوي  ولضعفه أمام أولاده , ولما كان عبدا ً لذلك العقل المتحجر الذي يرفض الآخر وإن كان على صواب , وسعيه ليؤد حرية أبناءه….

أما نحن الشباب  أعتقد أننا في مرحلة شابنا  أننا أكثر من نطالب بالحرية , ربما يدفعنا لذلك هو حُبنا لنكتشف الحياة أكثر وأكثر , ولِأننا ما زلنا نخوض  رحلتنا  في بناء شخصيتنا , ولكن هل نحن بالفعل أحرارً بتصرفاتنا عندما نبني شخصيتنا أو نثبتها ,على حساب الآخرين ومشاعرهم ؟ لم أأتي بهذا السؤال من عبث  , لكنني أتيت بهِ  من واقعي , فكثير ما واجهت أناس ,يستفزون الآخرين بكلامهم , ويرفعون شعارات التنظير وهم أبعد ما يكونون عنها  , ويسعون إلى لفت النظر إليهم  سواء بكلمة يقولونها  أو تصرف يتصرفونه  دون الاهتمام فيما إذا كان ذلك صحيحاً أم لا  , فكيف لنا الحرية , وبعضنا عبد للنقص في شخصيته التي يسعى لبنائها على حساب الآخرين , ويبقى جل اهتمامه أن  يقول  لمن حوله ”  أنني هنا ”  دون الاهتمام بتلك الطريقة التي يثبت بها نفسه

وكثيرة هي  الأمثلة التي نصادفها في  حياتنا ولو ذكرتها كلها لطال الحديث ,  ولكني أرى ” أننا سنفهم ما معنى أن نكون أحرار , عندما نفهم ما معنى أن نكون عبيد ”